----- ( نهرٌ من دموع ) ------
تَاجٌ تَسَاقَطَ دُرُّه فَوقَ الثَّرَى
فكأنَّ طوفانا يموجُ من الذُّرى
و اجتاحَني و أطاح بيْ و بهامتي
و تمرّدَ الحُلمُ الجميلُ من الكَرى
هل كان عَصْفاً في شتاءٍ قارسٍ
أم كان إَعصاراً بقلبي و انبرى
كان الشروقُ على المشارفِ قدْ دنا
و الوردُ من سحرِ الجمالِ تحيّرا
لكنَّ عِقبانَ البكاءِ تكاثرتْ
و الليلُ أسْقَطَ دمعَه فوقَ الوَرَى
ماذا أَلَمَّ بخافقي و بمهجتي
هل للمحبةِ أن تباعَ و تُشترى
هل من طبيعةِ حالِنا سفكُ الهوَى
أمْ أنَّ إِحراقَ الفؤادِ قد اعترى
هل عادتِ الرقصات مثل قديمها
سالومِ ترقصُ و العذابُ تبخترا
ماذا جَرَى في الحبِّ بين قلوبنا
كأسُ السعادةِ قدْ هوى و تبعثّرا
و مُدامُ حبِّ العاشقين و قد ذوى
أضحى الغرامُ كتائهٍ بين العرا
و مِدادُ قلبِ المُغرَمين قد انزوى
و ربيعُهمْ ضلَّ الطريقَ و أقفرا
لا شمسَ تطلُعُ في السماء من الأسى
إذ أن نهراً من دموعٍ قد جرى
ليتَ الهوَى حَجَراً ينامُ مع الدجى
لكنَّه زهْرٌ يجولُ معطّرا
فكأن تاريخَ الغرامِ و قدْ مضى
أضْحى يفرُّ و في بُكاه تستَّرا
لو كانَ هذا الحُبُّ فرْداً واحِداً
لتنازعَ العشّاقُ ورداً أحمرا
لكنّه طيفٌ يَحِلّ كلمْحةٍ
مثل الطفولةِ بالهناءِ تدثّرا
هل كان سيفاً طائراً نالَ الفتى
و بطعنةٍ سكنَ الفؤادُ مدمّرا
خطْبُ الفراقِ إذا أتي فهو الردى
فالعين تُبْصِر حينها ما لم ترَ
**********************************
شعر : د. محمد عباس الطاف
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق