كــبرياءُ الــوحدة
***********
( 1 )
همستْ شفاهُ الشّمسِ في خدّي كلامْ
"وحْدي أنا" قالتْ "وصبري جمرْ"
لكنّني لولا لهيبي ما تولّدَتِ الغيومُ
وَلا توَجّعتِ السّماءُ بديمةٍ
ترْوي شرايينَ السّواقي والمَدَرْ
أو زان خصْلاتِ المروج وجِيدَ ها
قُزحٌ يُداعب بافْتِتانٍ رعْشةَ القُطبَيْنْ
أو جادَ غرسٌ بالثّمرْ
وإذا شُعاعي غابَ والْتحَفَ الضّبابْ
غيضَتْ عيونُ الفجرِ وارْتَدّ البصرْ
وبكتْ أغانيها البلابلُ بين أغصان الشجرْ
لولا ارْتشافي للنّدى
ما كانَ من طيبٍ لعِطْرٍ في زَهَرْ
لولا سراجي ما تلألأ تِ النّجومُ
ولا تبرّجَ في سوادِ اللّيلِ خدٌّ للقمرْ
( 2 )
" وحدي أنا " قال القمرْ
لكنّما رَحِمي أنينُ البحرِ في مدٍّ و جزْرْ
للتائهين أنا الهُدى برّا وبحْرْ
قبسي يُحاك جدائلا نَثْرًا وشعرْ
همْسي حنينُ العاشقينَ إذا تناجوْا في سمرْ
وأنا الأذانُ لِكلِّ مَنْ صلّى وصام َ
وحجّ إيمانًا إلى البيتِ الحرامْ
وأنا حدودُ الشّاطئينِ في وادي العُمُرْ
( 3 )
شهقتْ بنبْضي كبريائي في الهوى
والشّوقُ في الوجدان غِرّْ
"وحدي أنا .. كرسولِ عشقِ للبشرْ"
رُوحي تُحلِّقُ في فضاءٍ برْزخيٍّ مُستعِرْ
والعشقُ نبْضٌ للحياةِ ومُزْنُها ورحيقُها
وسِواهُ وَهْمٌ ...أو سَرابٌ... أو هَذَرْ
بقـلم الشاعر (عـلقمة اليـمانـي)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق