الأربعاء، 11 مايو 2016

البدر \ بقلم الشاعر \ مصطفى محمد كردي

البدر
لاحَ بَدرُ النُّورِ منّي عندما
غابَ عن عَيني سَرابُ القِيعَةِ
ماتَرى في العينِ إلا حُلُما
إنما الأكوانُ مَحضُ العَتمَةِ
أثبَتَ الأشياءَ مَنًّا في العَما
ثم أجلاها فكانت نَشأتي
خمرةُ التوحيدِ صِرفًا ذُقتُها
يا لِخَمرٍ فيهِ نورُ الصَّحوةِ
صِرتُ دَنًّا مُذ بدا لي شُربُها
فاضَ من قلبي صفاءِ الحَضرةِ
لُبُّ عَقلي غابَ مِن حَملِ الذي
منهُ دُكَّ الطُّورُ عند النظرةِ
كيف لي فيمن تَجلّى جَهرةً
أم تُراني ذُبتُ مثل الثّلجةِ
أَنطقَتني في هَواها والسَّنا
سَبَّحَت فيهِ فَصيحًا عُجمَتي
نورُ ذاكَ النُّورِ غَطّى عَينَنا
فهو داري في سِواها غُربَتي
جَلَّ مِن بَحرٍ وجَلَّت سُحبُهُ
وهو مِشكاتي وناري سَهوتي
قد حكا عني بأني صِرتُهُ
ما جَرى سَيلًا دُموعُ المُقلةِ
مِلتُ عن عَذلٍ وإني كلما
زِدتُ مَيلًا عنهُ زادَت صَبوَتي
لو دَرى العُذّالُ ما حِبّي حَوى
مِن كمالٍ عادَ عَذلي نُصرَتي
يا أُهَيلَ الحُبِّ رِفقًا فالهوى
قَطَّعَ الأحشاءَ أدمى مُهجَتي
كم ينامُ الناسُ عمّا أُنسُهُ
حُلوهُ أَنسى لذيذَ النَّومَةِ
بقلم الشاعر \ مصطفى محمد كردي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق