الأربعاء، 11 يناير 2017

رسالة أمّ لولدها المغترب \ بقلم الشاعر الراقي \ علي النهام





رسالة أمّ لولدها المغترب
 ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أيْ بني 
هذا نآي الغربةِ 
مثل شدو النائحات 
مثل ريحٍ عاصفٍ 
جاءَ يجتاحُ الشجر
أينَ غبتمْ يا صغيري
لمْ اعدْ ألمس أثر 
ماذا أفعل بالصور
اينَ احفادي بُنَي 
اينَ منِّي الذكريات
اين سحر الاغنيات
شاخَ وجهُ الامنيات
هاهنا ظِلِّي فقطْ
ورفاة من حنين
وبقايا من دموع
غالها شوق حزين
فارْتَدَت لون السواد
واعتلتْ سفحَ القنوطْ
هاهُنَا كان الصغار
ينثرونَ الاغنياتْ
يزرعونَ البسمات
ثرثرات من فرح
سنبلات من مرح
غاب طيفُ الثرثرات
وخبىٰ ذاكَ الصخبْ
إلَّا بقايا من لُعَبْ
وجهها مثلي كئيب
هدّها شوق الصغار
 وكلانا مولع بالانتظار
أيْ بُنَي
هلْ أتى وقتُ الفرح 
هل يعودُ الحلمُ يوماً
قبل أن يأتي الأجَل
هل يعودُ الثغرُ يوما
للهواياتِ القديمة
وتعودُ الدارُ بكرا
والقمر يصبحُ بدرا
ربَّما تأتي الحياة
في كفوفٍ من أمل
ربما تنمو الرفاة
 بعض افراح المقل
أيْ بُني 
لم اعد أملك صبرا
هدّ عمري الانتظار
إنْ لم تعدْ فينا قريبا
 سوف ياتي الاحتظار
أمآه مهلاً
كم زرعتِ من حنين
كم نثرتِ من شجنْ
جادت العينُ بدمعٍ
وانبرى كفُّ المحن
كلما قلت سأرحل
غَالَى فقري بالثمن
كلما سُقْتُ وعودي
كلما جار الزمنْ
آه من بؤسي وفقري
آه من سوء الفتن
إنني يا أمّ عائد
 رغم أوجاع الوطن
بقلم الشاعر الراقي \ علي النهام

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق