الاثنين، 4 يوليو 2016

حــــوّاء.../ سليمان دَغَش

حــــوّاء.../ سليمان دَغَشلا بُعدَ في الحُبِّ رغمَ البُعدِ سيّدتي فلي في الحُبِّ أجْنِحَةٌ تطيرُ إليكِ مثل البَرقِهَلْ أحَدٌ يُسابِقُ بَرقَةً محمومَةً بالغَيمِتَفرِدُ جانِحاً للضوءِ يتَّسِعُ الكواكِبَ في مجَرّاتِ السّماءْهيَ نبضَةٌ في القَلبِ تَحمِلُني إليكِ على بساطِ الرّيحِكَمْ منْ عاشِقٍ أسرى على سَرجِ الصّهيلِ سُدىً إلى المَجهولِكانَ الحُبُّ غايَتَهُ الأخيرَةَ نَحوَ معراجِ التَّجليفي رؤى عينَيكِ واستسلامِكِ العَفَويِّللوَسنِ اللذيذِ مُرادِفاً للقُبلَةِ الأولى،انتَظَرناهاعلى رَمَقِ اللقاء تَئِنُّ في شَفَتَيكِ بَعضَ تَوَجُّعٍيجري على خَدَرٍ يُدَغدِغُ حاسَّةً أخرى اكتَشَفناها معاًفي حالَةِ الاشراقِِ عندَ تَوَحُّدِ الرّوحينِ والجَسَدَينِيَختَزِلانِ بَعضَهما على نايِ الوجودِ لآخِرِ المِعراجِ في مَلَكوتِ نرجِسِنا هُناكَ سَتَخلَعُ الأرواحُ أجسادَ الفَناءِ الدُّنيَويِّعلى مداخِل سرِّها الأبَديِّ، نيرفانا الخُلودِ المُنتَهىفي اللانِهايَةِ حينَ يَغمُرُها وَيَغمُرُنا السّناءْلا شيءَ يَمنَعُ عاشِقينِ تَعاهدا وَتَواعَدا وَتَعَمَّداعشقاً بِنورِ الشَمسِ،يا للشَّمسِ كيفَ تَوَتَّرتْ أعصابُهافَتَوَقَّفَتْ وَتَوَحَّدتْ وَلَهاً بِخَطِّ الاستواءْكُلُّ الحَواسِ وما تَعَدّاها استَفاقَتْ في دَميلمّا رأيتُكِ في مرايا البَحرِ والعَينينِ تَغتَسِلينَ عاريَةًخَطَفتِ الشَّمسَ في وَضَحِ النّهارِكأنَّ صاعِقَةً رَمَتْ زنّارَها النّارِيَّ في دَمِنافَحَلَّقنا بَعيداً،لا قُيودَ ولا حُدودَ كَمِثلِ عصفورَيْنِمَوتورَينِ لا يتَبادلانِ الحُبَّ إلا فَوقَ خَطِّ النارِفي تَيّارِ سِلكِ الكَهرَباءْحتّى إذا بَلَغَ التَّماسُ خطورَةً قُصوى ارتَطَمناكَوكَبَينِ تَفَجَّرا شُهُباً على شُهُبٍ على آهاتِ لهفَتِناتُحَرِّرُ ذاتَها في ذاتِها لِتَموتَ أو تَحياعلى سُنَنِ الفراشَةِ في رُؤى القِنديلِإنَّ الضوءَ لا يَفنىولا تَفنى الفَراشَةُ في عِناقِ الضّوءِ، تَحرِقُ جانِحَيهاكَيْ تُضيءَ وكَيْ تُضاءَ بِسِرِّ نورِ الكَونِ يَخطفُناالى مِحرابِهِ الأزَليِّ،إنَّ النّورَ مفتاحُ الوجودِوخاتمُ الأبَدِيَّةِ البَيضاءِ يَلمَعُ في أصابِعِها فَيَتَّسِعُ المَدىما أضيَقَ الرؤيا التي لا تَمسَحُ الصَّدَأَ القَديمَ عَن المَراياكَيْ نَرى سِرَّ الحَقيقَةِ خَلفَ قطراتِ النّدىهَل تَفضَحُ الغَيماتُ سِرَّ الماءِ يَنضَحُ في مَحارَتِهاالتي اتّخَذَت مواقِعها على بَلّورِ سُرَّتِها الشّهِيَّةِتَستَثيرُ البَحرَ يَلهَثُ كُلّما خَلَعَتْ قميصَ البَحرِفَوقَ الرَّملِ في حَمّامِها الشَّمسيِّ،تأخُذ لَونَهاذاكَ البُرونزِيَّ المُعَربِدَ فوقَ رَملِ الشّاطئِ البَحرِيِّ تيهاً،أيّ سحرٍ فيكِ يُختَزِلُ النساءَ جَميعَهنَّكأنَّ حوّاءَ البِدايةِ والغِوايَةِ والنِّهايَةِ شبهَ عارِيَةٍتَجَلّتْ فيكِ ظِلَّ الهةٍ، لا شيءَ يُشبِهُها سِواها،نِصفُها ماءٌ تَقَطَّرَ من نَوافيرِ السَّماءِوَنِصفُها نورٌ سماويُّ القداسَةِ عَمَّدَتهُ وعَمَّدَتكِ بهِ السّماءْلا بُعدَ بَعدَكِ،وحدنا ملء الخَطيئَةِ والقَداسَةِكُنتُ آدَمَ عُدتُ من مَنفايَ فِيَّاليَّ فيكِاليكِ فيَّ لِكيْ أمارِسَ فيكِ قُدّاسَ الخَطيئَةِمنْ بدايَتِها،بدايَتِنا لِتَكتَمِلَ الحَقيقَةُ في خَطيئتنافَنَحيا مِثلما تهوى الحياةُ لنا هُنافِردَوسُنا فينا وفينا النّار إنْ جُنَّ الهوىلا شيءَ يُشغِلُ آدمَ المَنفيَّ فيَّ الآنَغيركِ أنتِ يا قِدّيسَتي حــوّاءْ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق